فيضانات تجتاح عدة مناطق في هولندا وألمانيا جراء أمطار غزيرة
فيضانات تجتاح عدة مناطق في هولندا وألمانيا جراء أمطار غزيرة
كشفت فضائية “يورو نيوز”، اليوم الخميس، عن تعرض مناطق واسعة في هولندا وجارتها الغربية ألمانيا إلى فيضانات وسيول عارمة إثر الأمطار الغزيرة التي هطلت في وقت كانت فيه التربة مشبعة أصلا بالمياه.
بعد عواصف شتوية قوية جلبت معها أمطارا غزيرة، تتعرض مناطق واسعة في هولندا وألمانيا إلى ارتفاع كبير في منسوب المياه في الأنهار، ما تسبب في فيضانات عارمة غمرت مناطق واسعة من هولندا ومن شمال ووسط ألمانيا.
ففي هولندا، امتلأت أذرع نهر الراين المختلفة بالمياه، ما أدى إلى خروجها عن مساراتها، وبالأخص نهر آيسل بالقرب من مدينة ديفينتر في شرق وسط هولندا، حيث وضع عناصر الدفاع المدني بمساعدة متطوعين أكياس الرمل بالقرب في مناطق تدفق المياه في محاولة لمنع الفيضانات من الوصول إلى داخل المدينة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.
في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".